الوعي [8]

      الأفعال والأفكار قد تنشأ من العديد من العوامل، بما في ذلك الأحكام العاطفية، العادات، الرغبات، والحدس. في تلك اللحظات، قد تشعر أن هذه الأفعال أو الأفكار هي نتيجة للحدس، ولكن مع مرور الوقت ومع الهدوء، قد تجد أن هذا ليس الحال. في هذه الأوقات أيضًا، توقف قبل التصرف وكن بلا عقل. إذا كنت مرتبكًا، فهذا ليس بالحدس. إذا شعرت أن الذهاب قدما هو الأمر الطبيعي، فافعل ذلك. إذا شعرت أن الرجوع هو الطبيعي، فافعل ذلك. قد يكون هناك أخطاء عند اتخاذ قرارات استنادًا إلى العواطف مثل التوقعات، الغضب، والتعاطف. لفهم ما هو الحدس وما ليس كذلك، يجب تجربة الكثير من الحالات المشابهة وتحليلها بشكل شخصي لتحديد ما إذا كان القرار ناتج عن الحدس أو لا.


     الحدس والتوهم ليس بينهما سوى خط رفيع.



     إذا عشت حياتك بمجرد وجودك، وتركت الأمور تسير بشكل طبيعي، قد تجد نفسك تبدأ في صنع شيء أو تبدأ في شيء جديد دون أي سبب واضح. بعد تجربة هذا عدة مرات، قد تبدأ في رؤية النمط الكبير لحياتك، وتشعر أنك تستعد للخطوة التالية. عندما تصبح بلا عقل، ترى بشكل طبيعي الطريق الذي يجب عليك اتخاذه. عندما يصبح هذا الأمر طبيعيًا، تدرك أن حياتك ليست مدفوعة بالرغبات، بل هي طريق واحد يتبع الحدس. وبهذه الطريقة، الوعي يستخدم الإنسان عبر الحدس، والإنسان يعيش وراء الذات كوعي.


     عندما تهدئ قلبك وتراقب حياتك، تدرك أن كل شيء صغير أو كبير في حياتك يحدث لسبب. في المراحل التي لا تعتقد فيها هذا، قد يبدو لك الأمر كأنه صدفة.


     عندما تكون بلا عقل، لا يوجد شعور بالفهم. عندما تفكر، هناك فهم وعدم فهم. عند التفكير، الأمور تصبح ثنائية: جيد أو سيء، هناك أو ليس هناك، محبوب أو غير محبوب. الوعي يمتد إلى الكون المادي. الوعي ليس ماديًا، ولكنه يحتوي على الكون المادي. عند الوجود كوعي، لا يوجد جيد أو سيء، ولكنه يحتوي على كلاهما. من هذا المنظور، عند الوجود كوعي، لا يوجد هدف أو معنى في الحياة، ولكنه يحتوي على الهدف والمعنى. الهدف والمعنى يأتي من التفكير. في التفكير، يمكن فهم أن الهدف هو للإنسان المتأرجح بين الذات للعودة إلى الوعي الأصلي، ومن وجهة نظر الوعي، العودة ليست سوى شيء يحدث بدون سبب.


     التجربة الصادمة أو الغير متوقعة، مثل التجربة الأليمة أو الفقد، قد تكون الدافع الذي يجعل الناس يعملون نحو الوعي. حتى إذا واجهت معاناة غير متوقعة وهائلة في حياتك، ستدرك فيما بعد أن هذا كان فرصة لك للاستفادة من الوعي الأصلي. المرض هو إشارة تحذير من الجسم، وفرصة لإعادة النظر في حياتك. المعاناة في الحياة هي مثل ذلك، والسبب هو التفكير، ولكنها فقط مؤقتة، وهي فرصة للتعرف على الوعي الأصلي.


     عندما تمر بتجربة معاناة طويلة الأمد، يأتي لحظة حيث تشعر أنك قد ضجرت من المعاناة. في تلك اللحظة، عندما تتعرف على العقم، لن ترغب في العودة إلى الوراء. هذه هي اللحظة التي تبدأ فيها بالعيش بوعي.


     تجربة الوجود كوعي والالتزام الصارم بالبلا عقل قد تؤدي إلى حدوث تغييرات في الجسم. على سبيل المثال، قد تشعر بأن قلبك ينبض بشدة، أو قد تفقد الوعي، أو قد تعاني من مشاكل في الصحة لا يمكن تفسيرها. حتى عندما تذهب إلى المستشفى للفحص، قد لا يتمكن الأطباء من تحديد السبب. في هذه الأوقات، قد تشعر بالقلق، لكن بدلاً من أن يتم التلاعب بك بسبب هذه المشاعر، عليك أن تلاحظ بشكل هادئ وتحافظ على حالة البلا عقل. المدة التي يستغرقها هذا تختلف من شخص لآخر. الاستمرار في هذا سيجعل البلا عقل حالة طبيعية أكثر. هذه هي الخطوة التي تسبق التعود. القلق بشأن الجسد يأتي من التعلق الخاطئ بالأنا والتوهم بأن الجسم هو الذات. يجب أن تلاحظ ذلك.


Post a Comment

0 Comments